القلم والممحاة

محاذاة إلى اليمين

كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل..‏
قال الممحاة:‏
-
كيف حالكَ يا صديقي؟‏
-
لستُ صديقكِ!‏
-
لماذا؟‏
-
لأنني أكرهكِ.‏
-
ولمَ تكرهني؟‏
قال القلم:‏

-لأنكِ تمحين ما أكتب.
-
أنا لا أمحو إلا الأخطاء .
-
وما شأنكِ أنتِ؟!‏
-
أنا ممحاة، وهذا عملي .
-
هذا ليس عملاً!‏
-
عملي نافع، مثل عملكَ .‏
-
أنتِ مخطئة ومغرورة .
-
لماذا؟‏
-
لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو‏
قالت الممحاة:‏
-
إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .‏

أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال:‏
-
صدقْتِ يا عزيزتي!
-
أما زلتَ تكرهني؟
-
لن أكره مَنْ يمحو أخطائي‏
-
وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .‏
قال القلم:‏
-
ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!‏
-
لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .‏
قال القلم محزوناً:‏
-
وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!‏
قالت الممحاة تواسيه:‏
-
لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.‏
قال القلم مسروراً:‏
-
ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!‏
فرحتِ الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

قصص وحكايات © 2008. Template Design By: SkinCorner