حمار عم مرزوق عم مرزوق فلاح نشيط.. يحب أرضه.. ويجتهد بها.. وله من الأولاد ثلاثة.. يساعدونه في العمل.. حتي يأتون بمحصول وفير وخير كثير في نهاية الموسم. عم مرزوق عنده ثلاثة حمير.. حمار يركبه ليذهب به إلي الحقل .. وآخران لولديه .. وعندما كبر الولد الثالث.. أراد عم مرزوق أن يشتري له حمارا.. فكلنا نعلم.. أن الحمار مفيد جدا في أعمال الحقل.. غير أنه يساعد الفلاح في ذهابه وعودته.. وفي حمل بعضا من المحصول وأيضا جر العربة والذهاب إلي السوق. ومن هنا.. أخذ عم مرزوق بعض الأموال ووضعها في جيبه واتجه إلي السوق ليشتري حمارا.. واتجه إلي بائع الحمير وقال: عندي ثلاثة حمير.. واحتاج إلي الرابع.. الحقل كبير والعمل كثير والحمد لله.. وأهم شيء عندي أن تعطيني حمارا نشيطا لايكل من العمل. قال بائع الحمير: طلبك موجود ياعم مرزوق.. خذ هذا الحمار إنه قوي ومتين ونشيط ويحب العمل جدا. قال مرزوق: وكيف لي أن أعرف؟ علي كل حال سأخذه معي ليوم واحد.. وإذا كان نشيطا سأبقيه مع زملائه وإذا كان كسلانا سأرده إليك. ضحك بائع الحمير وقال: يوم واحد وستعرف طبع الحمار إذا كان نشيطا أم كسلانا.. كيف هذا ياعم مرزوق؟! قال عم مرزوق: هذا شرطي لأشتريه .. قال البائع: وأنا موافق علي هذا الشرط ولو أنه غريب .. ركب عم مرزوق علي ظهر الحمار.. واتجه به إلي داره.. وفي الطريق قال مرزوق: في الدار ينتظرك ثلاثة حمير الأول: يساعدني في الحقل بجد واجتهاد.. وحريص علي العمل .. الثاني: يعرف الطريق جيدا.. ولايضله أبدا اما الثالث: فهو لايحب شيئا أكثر من الطعام والشراب وبعدهما النوم والراحة.. فيا تري.. ياهل تري.. من أي نوع أنت؟ علي كل حال لانتعجل.. وسوف نري!! ووضع عم مرزوق الحمار الجديد مع باقي الحمير وتركهم وذهب لقضاء عمله.. ثم عاد بعد ساعتين من الزمن.. وفتح الباب في هدوء.. ودخل هو وأبناؤه الثلاثة ليشاهدون ماذا يفعل الحمار الجديد؟ نظر عم مرزوق نظرة واحدة.. فرأي الحمار الجديد يجلس بجوار الحمار الكسلان ويضع رأسه معه في نفس سلة الطعام ولاحظ ان بينهما شديد الانسجام.
قال مرزوق: آه.. هذا ما حسبت حسابه.. اهذا ما اخترت ليكون صاحبك وتجلس بجواره وتأنس بصحبته.. هيا هيا.. قبل أن ينقضي النهار ستكون عند صاحبك وعاد عم مرزوق بالحمار إلي البائع.. وقال له: هذا الحمار كسلان يحب الطعام والشراب والنوم والراحة. قال بائع الحمير: وكيف عرفت كل هذا في تلك الساعات القليلة؟! قال مرزوق: من اختياره.. فالصاحب عنوان لصاحبه. |
0 التعليقات:
إرسال تعليق